الطبيب وسام والذي يقيم في الدنمارك منذ عام 2003 فرضت عليه طبيعة عمله في أقسام الطوارئ منذ بداية جائحة الكورونا أن يكون في الصفوف الأولى لمواجهة هذا الوباء، حيث كان دائماً معرضا لخطر الإصابة بالفايروس ولذلك لم يتردد لأي لحظة عندما وصله بريد إلكتروني من رئاسة المستشفى يفتح أمامه الباب للحصول على اللقاح في أول يوم يتم استخدامه في الدنمارك.
شعور بسعادة وفخر
بعد 30 ساعة من حصوله على الجرعة الأولى من لقاح “فايزر بيونتك” وصف الطبيب الهاشمي في حوار عبر الهاتف مع موقع نبض الدنمارك شعوره عندما تأكد من أنه سيحصل على اللقاح ضمن أول مجموعة في الدنمارك قائلاً: ” كنت سعيداً جداً عندما أصبح هذا الحلم واقعاً وأضحى بإمكاني تحقيقه، ولذلك حرصت على أكون من الأوائل الذين يحصلون على اللقاح بشكل إختياري.”
وشدد الطبيب الهاشمي على أنه لم يكن لديه أي شك في أهمية أخذ اللقاح وأضاف:” هذا اللقاح تم اختباره على عشرات الآلاف من الناس في عدة دول في العالم وقامت وكالة الأدوية الأوروبية مؤخراً بالموافقة عليه، وأنا ثقتي كبيرة في زملائي الأطباء والمختصين في الدنمارك وأوروبا الذين تابعوا عن كثب جميع عمليات صناعة هذا اللقاح وأشادوا بالنتائج التي حققها”.
وعن الكيفية التي تم بموجبها إعطاءه اللقاح قال الهاشمي المولود في مدينة البصرة العراقية:” في صباح يوم الأحد حضر مختصون مع معهد الدولة للأمصال ومعهم عينات من اللقاح، وتم تجهيز غرفة لهذا الغرض وعندما جاء دوري جلست على كرسي وسألتني الممرضة بعض الأسئلة حول الحساسية والأمراض وبعد ذلك أخذت الحقنة في كتفي الأيسر، وعدت إلى مزاولة عملي بدون أي شعور بالتعب أو أي مضاعفات أخرى.”
وأوضح الطبيب الهاشمي أنه شعر بألم بسيط في مكان التطعيم ولكن هذا الألم بدأ يزول عندما حاوره موقع نبض الدنمارك، أي بعد مرور أكثر من 30 ساعة على أخذ جرعة اللقاح. وبين الهاشمي أن وزجته وجميع أعضاء أسرته ينتظرون دورهم لأخذ اللقاح في الأسابيع القادمة.
عشرات الاتصالات من الدنمارك وخارجها
ورفض الطبيب الهاشمي ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الإجتماعي من أخبار غير دقيقة وإشاعات حول الآثار الجانبية للقاح وقال:” بالتأكيد هناك آثار جانبية لأغلب اللقاحات، ولكن هناك تهويل كبيرمن الناس في هذه الفترة، السلطات سمحت باستخدام هذا اللقاح بعد عدد كبير من التجارب وهي مستعدة لأي آثار ربما تظهر على أي شخص، هنا من المهم أن يكون لدينا ثقة في أهل العلم والمعرفة وليس بعض الأشخاص المجهولين على صفحات الفيسبوك”.
وبين الطبيب الهاشمي أنه تلقى عشرات الإتصالات الهاتفية من الدنمارك وخارجها بعد أن نشر على صفحته على الفيسبوك صورته وهو ينتظر دوره في الحصول على اللقاح، حيث كانت الأغلبية منهم تهنئه على شجاعته وبعضهم كان يستفسر عن حالته وعن ردة فعله بعد هذه الاتصالات يقول الهاشمي:” لم أكن أتوقع هذه الكم الكبير من الاتصالات، ولكني أتفهم أن لديهم العديد من الأسئلة والاستفسارات، وأنا سعيد بأني اليوم أستطيع أن أساهم في شرح تجربتي لهم، لكي يتعرفوا على هذا اللقاح من خلالي”.
“الكورونا أثرت على حياتي العائلية“وأكد الطبيب الهاشمي أن أزمة الكورونا كان لها تأثير كبير على حياته اليومية حيث أنه دائما كان يتخوف من نقل الفايروس إلى عائلته بعد ساعات العمل الطويلة في قسم الطوارئ وأضاف:” خلال الأشهر الماضية كنت دائما أحاول الحفاظ على نفسي وعائلتي وكان لدى تخوف من جلب الفايروس إلى المنزل من المستشفى، وللأسف كان هناك بعض الحالات التي تم اكتشاف إصابتها بالكورونا بعد أن دخلت قسم الطوارئ الذي أعمل به، مما دفعني إلى إتخاذ إجراءات عديدة في المنزل والمحافظة على التباعد الإجتماعي لحماية أسرتي من أي خطر، وهذا ما أتطلع لإلقاءه وراء ظهري في الأشهر القادمة والعودة إلى الحياة الطبيعية”.
بصيص أمل
كما أشار الهاشمي إلى أنه لاحظ بأن أزمة الكورونا خلال الأشهر الماضية تركت حالة من اليأس عند فئة كبيرة من الناس وأردف قائلا:” أنا شخصيا تلقيت أنباء عن رحيل عدد من زملائي الأطباء في العراق بعد إصابتهم بالكورونا وكذلك علمت بإصابة عدد من زملائي هنا في الدنمارك، ولذلك أرى أن هذا اللقاح يمثل بصيص أمل لكي نعبر النفق المظلم الذي وجدنا أنفسنا داخله منذ شهر فبراير الماضي وأن نتخلص من هذا الكابوس”.
كما شدد الهاشمي على أهمية أن يتحلى كل شخص بروح الجماعة وأن يفكر في الصحة العامة عندما يأتي عليه الدور في إتخاذ قرار حول اللقاح وأضاف:” أنا على ثقة بأن هذا اللقاح واللقاحات الأخرى ستساهم في حماية مليارات البشر وأتمنى أن لا تكون النظرة السلبية لدى البعض تجاه هذه اللقاحات لها تأثير سلبي على الفئات الهشة في المجتمع.”
الخبر منقول من موقع نبض الدنمارك
رابط الخبر الأصلي